الرئيسية
من طرف خديجة الإثنين نوفمبر 10, 2008 5:57 pmكيف نكون أمّّة عزيزة ... ؟!!!
بسم الله والصّلاة والسّلام على رسول الله ... من أنزل الله العزيز عليه قوله : (( ولله العزّة ولرسوله والمؤمنين ))
وقوله في وصف المؤمنين : (( أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين ))
فما هي ملامح هذه العزّة ... وما مظاهرها .... وأين هي فينا وأين نحن منها؟
لنكتشف معاً ... ولنختبر أنفسنا ... ونحن نستذكر معاً أهمّ ملامح العزّة ...
وأول ملامح العزّة : أن يكون المسلم عزيزاً بإيمانه .. (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)) ومن عزّ بإيمانه أظهر معاني القوة في الحق والصلابة في الدين ولم يلتفت إلى الاعتزاز والفخر بشيء من الدّنيا .. بل إنّ عزّة المؤمن ثمرة من ثمار تواضعه ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) .
ومن ملامح العزّة : أن يكون المسلم عزيزاً بطاعته وخضوعه وذلّه لربّه : (( إيّاك نعبد وإياك نستعين )) فهو لا يخضع ولا يذلّ لأحد من البشر ... ولا يخاف في الحق لومة لائم .
ومن ملامح العزّة : أن لا يستهين المسلم بأوامر الله ولا يسخر ممن يمتثل لها. وفي الحديث ( جعل الذّلة والصّغار على من خالف أمري ) . والجزاء من جنس العمل فمن استهان بأمر الله أهانه الله .
ومن ملامح العزّة : أن لا يكون المسلم أن يكون متدني الاهتمام ليس لديه هدف راق يسعى لتحقيقه ... ضعيف الإرادة والشخصية .. إمّعة يُقاد ولا يقود
ففي حديث للنبيّ صلى الله عليه وسلّم : (لا تكونوا إمعةتقولون: إن أحسنالناس أحسنا و إن أساءوا أسأنا و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا و إن أساءواأن لا تظلموا) .
و قال: ( لتتبعنَّ سننَ من كان قبلكم شبرًا شبرًا، وذراعًا ذراعًا، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم )، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟، قال: ((فمن!))
فالمسلم العزيز من يعزّ نفسه بمعالي الأمور ويبعد عن صغائرها : ( ومن أعطى الذّلة من نفسه طائعاً غير مكره فليس منّا ) كما جاء في حديث رسول الله ...
ومن ملامح العزّة : أنّ المسلم عزيز على الكافرين ذليل للمؤمنين من الرّحمة بهم جمعاً بين آيتين ((أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين )) ((أشدّاء على الكفّار ، رحماء بينهم ))
ومن ملامح العزّة : أن يكون المسلم عزيزاً بعطائه ومبادراته وإيجابيته تجاه العالم من حوله : ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) كما قال رسول الله عليه الصلاة والسّلام .
ومن ملامح العزّة : أن يكون المسلم عزيزاً بعلمه ومعرفته ... في أمور دنياه ودينه قال تعالى : (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) لأنّ العلم يورث خشية الله ومن خشي الله لم يخش غيره ... وهذا من ملامح العزّة ...
ومن ملامح العزّة : أن يكون المسلم عزيزاً بعمله .. لا يسأل أحداً ... وكفّ لا تمتدّ للنّاس بالسّؤال يحبّها الله ويجيبها إذا امتدت إليه .. ويحبّها رسوله بل ويقبّلها وهو خير الخلق وسيّدهم ...
فقد سأل رسول الله واحداً من أصحابه فسأله : ( ما بال كفّيك قد أمجلتا ؟) فأجابه الصحابي : من أثر العمل يا رسول الله . فرفع الرسول كفّيه على ملأ من أصحابه ثم قبّلهما ولوّّح بهما كأنّهما راية ، وقال مباهياً بهما ومطرياً عليهما ( كفّان يحبهما الله ورسوله ) .
فمن اتّضحت فيه تلك الملامح وحاز تلك المعاني فهو العزيز من العباد ومن يحتاج إليه النّاس في أهمّ أمورهم وهي سعادة الدّارين ، وهذه رتبة الأنبياء .. ويليهم في العزّ من قاربهم في درجتهم كالصّديقين والعلماء والصالحين كلّ بقدر علوّ مقامه وهمّته وتفرّده وتميّزه وعنائه وإخلاصه في إرشاد العباد وخدمتهم وتلبية حوائجهم ما استطاع ...
وحين يستعيد كلّ منّا ملامح عزّته كفرد فيكون ذلك العزيز من العباد ... حينها فقط ستستعيد أمتنا ملامح عزّتها ... فيذلّ أمامها كلّ متكبّر ... وينهزم أمامها كلّ جبّار ...
أعزّكم الله جميعاً وإيّاي ... والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
خديجة
