تمرين النسيان
أنْ نفتح العينين كل صباح كأنه صباح أوّل.
أنْ نبتسم كأننا ندعو الهواء الى زيارتنا.
أنْ نعبس كأننا ندعوه الى مغادرتنا.
أنْ نبتسم ونعبس لكي يصير نهارنا وزيتون طعامنا.
أنْ نتكئ كأننا نفترض أن الحياة آيلةٌ الى هيئة عصفور على متكأ.
أنْ نداوي الصخب بشيء ليس جديراً بسوى الصمت.
أنْ نسقي جبلاً كمن يسقي وردةً بنظراته.
أنْ نخبز رحيقاً كأننا ندعو نحلةً الى قفيرها.
أنْ نجمع الماء في بئر بدون قعر كأنْ نبني بيتاً على سطح غيمة ثم نطلب من الغيمة أنْ تشدّ أزر البيت.
أنْ نكتب أنْ نمحو أنْ نرمي نرد النهار كما لو أن اللعبة خارجنا.
أنْ لا نرحل ثم نصير الرحيل.
أنْ لا نطيع الوقت طاعة الريح للريح.
أنْ نرى الصمتَ في رحم كل صرخة، الذهابَ في رحم كل وصول،
وأنْ لا نرى الختامَ وراء كل باب ينفتح لكي يظلّ ينفتح.
أنْ نحفر القلق من أجل القلق، لا من أجل نهاية النفق.
أنْ نولد للتو مع كل يقظة ومنها.
أنْ كل صباح نفتح العينين كأنه صباح أوّل،
أنْ نغمضهما كل مساء كأنه ليس المساء الأخير.
تمرين المطر
أنْ نقطف الغيوم واحدةً واحدةً وأنْ لا نجمعها لئلا يعتقد القلب أنه سينام عليها. أنْ نتركها تذهب لئلا تعتقد أننا سندعوها الى العشاء. أنْ لا نتركها تذهب لئلا تعتقد أن المكان الضيّق لن يتسع لنوم ألف ليلة وغيمة. أنْ ننظرها بعيون مغمضة كي تقول أنا عطشى. أنْ ننظرها بعيون مفتوحة كي لا تقول أنا عطشى. أنْ ننظرها ولا ننظرها فتدوخ لكي نقول إنها تدوخ بسبب عيوننا. أنْ لا نسقيها كي تظلّ جديرةً بأنْ تعطش وبأنْ نهمّ نسقيها. أنْ نقطف الغيوم لكي نوهمها أننا نقطفها لأجل غيومنا.
تمرين الانتظار
أنْ نرى كي لا نعود نرى ما نرى، أنْ نلمس كي لا نعود نلمس ما نلمس، أنْ نعي كي لا نعود نعي أننا نعي. أنْ نرى نلمس نعي نسمع نشمّ نتذوّق كي حواسنا لا تعود هي الحواس. أنْ شلالاً من شغف كي نصير شلالاً يتدفق على كتف الحياة ويذهب بعقل الحياة.
أنْ لا نعود النساء اللواتي نحن، أنْ لا نعود الرجال الذين نحن. أنْ نعرف لا نعرف ما نعرف. وأنْ نجهل لا نجهل ما نجهل وما لا.
أنْ لا يعود البيت هو البيت، ولا الضوء هو الضوء، ولا العتمة هي العتمة. أنْ نسلس. أنْ لا نقاوم، لا نصرخ، لا نعترض، بل نترك أنفسنا الى حيث تشاء. أنْ عميقاً عميقاً في دواخل الاحلام الى أمكنة قصية لا يعرفها الجسد ولا الشعر ولا الخيال، وأنْ معنا قلوبنا مفتتحةً العاصفة الى حيث لا وصول.
أنْ ننتمي الى غموض البحيرة، حيث لا صخب ولا عكسه.
أنْ يشتعل نومنا أنْ لا يشتعل كمثل ظلٍّ ينادي الشمس كي لا تغدر ظلّه.
أنْ ننسى أن لا ننسى اننا كنا هنا للتو، واننا غادرنا لنعود بعد قليل، وان ارواحنا حارة على مائدة جوعنا.
أنْ نسلس أنْ لا نسلس. أنْ نسلس فحسب.
* جمانة حداد
أنْ نفتح العينين كل صباح كأنه صباح أوّل.
أنْ نبتسم كأننا ندعو الهواء الى زيارتنا.
أنْ نعبس كأننا ندعوه الى مغادرتنا.
أنْ نبتسم ونعبس لكي يصير نهارنا وزيتون طعامنا.
أنْ نتكئ كأننا نفترض أن الحياة آيلةٌ الى هيئة عصفور على متكأ.
أنْ نداوي الصخب بشيء ليس جديراً بسوى الصمت.
أنْ نسقي جبلاً كمن يسقي وردةً بنظراته.
أنْ نخبز رحيقاً كأننا ندعو نحلةً الى قفيرها.
أنْ نجمع الماء في بئر بدون قعر كأنْ نبني بيتاً على سطح غيمة ثم نطلب من الغيمة أنْ تشدّ أزر البيت.
أنْ نكتب أنْ نمحو أنْ نرمي نرد النهار كما لو أن اللعبة خارجنا.
أنْ لا نرحل ثم نصير الرحيل.
أنْ لا نطيع الوقت طاعة الريح للريح.
أنْ نرى الصمتَ في رحم كل صرخة، الذهابَ في رحم كل وصول،
وأنْ لا نرى الختامَ وراء كل باب ينفتح لكي يظلّ ينفتح.
أنْ نحفر القلق من أجل القلق، لا من أجل نهاية النفق.
أنْ نولد للتو مع كل يقظة ومنها.
أنْ كل صباح نفتح العينين كأنه صباح أوّل،
أنْ نغمضهما كل مساء كأنه ليس المساء الأخير.
تمرين المطر
أنْ نقطف الغيوم واحدةً واحدةً وأنْ لا نجمعها لئلا يعتقد القلب أنه سينام عليها. أنْ نتركها تذهب لئلا تعتقد أننا سندعوها الى العشاء. أنْ لا نتركها تذهب لئلا تعتقد أن المكان الضيّق لن يتسع لنوم ألف ليلة وغيمة. أنْ ننظرها بعيون مغمضة كي تقول أنا عطشى. أنْ ننظرها بعيون مفتوحة كي لا تقول أنا عطشى. أنْ ننظرها ولا ننظرها فتدوخ لكي نقول إنها تدوخ بسبب عيوننا. أنْ لا نسقيها كي تظلّ جديرةً بأنْ تعطش وبأنْ نهمّ نسقيها. أنْ نقطف الغيوم لكي نوهمها أننا نقطفها لأجل غيومنا.
تمرين الانتظار
أنْ نرى كي لا نعود نرى ما نرى، أنْ نلمس كي لا نعود نلمس ما نلمس، أنْ نعي كي لا نعود نعي أننا نعي. أنْ نرى نلمس نعي نسمع نشمّ نتذوّق كي حواسنا لا تعود هي الحواس. أنْ شلالاً من شغف كي نصير شلالاً يتدفق على كتف الحياة ويذهب بعقل الحياة.
أنْ لا نعود النساء اللواتي نحن، أنْ لا نعود الرجال الذين نحن. أنْ نعرف لا نعرف ما نعرف. وأنْ نجهل لا نجهل ما نجهل وما لا.
أنْ لا يعود البيت هو البيت، ولا الضوء هو الضوء، ولا العتمة هي العتمة. أنْ نسلس. أنْ لا نقاوم، لا نصرخ، لا نعترض، بل نترك أنفسنا الى حيث تشاء. أنْ عميقاً عميقاً في دواخل الاحلام الى أمكنة قصية لا يعرفها الجسد ولا الشعر ولا الخيال، وأنْ معنا قلوبنا مفتتحةً العاصفة الى حيث لا وصول.
أنْ ننتمي الى غموض البحيرة، حيث لا صخب ولا عكسه.
أنْ يشتعل نومنا أنْ لا يشتعل كمثل ظلٍّ ينادي الشمس كي لا تغدر ظلّه.
أنْ ننسى أن لا ننسى اننا كنا هنا للتو، واننا غادرنا لنعود بعد قليل، وان ارواحنا حارة على مائدة جوعنا.
أنْ نسلس أنْ لا نسلس. أنْ نسلس فحسب.
* جمانة حداد